لماذا نشعر بالحنين إلى الحبيب السابق؟

لماذا يرغب بعض الأشخاص في إحياء علاقاتهم السابقة بعد الانفصال؟ هناك العديد من التأثيرات التي تخلق دوافع عدة للعودة الى الشريك السابق بعد انتهاء العلاقة #الرومانسية، منها التعلق بالماضي ومفهوم الذاتية لدى الفرد. يعتبر هذا الموضوع مهم فهناك العديد من العلاقات الفاشلة التي تؤثر على الصحة العقلية لدى الفرد ومن الممكن أن تؤدي الى تغير سلبي في أسلوب الحياة.
هناك دراسات عدة تعنى بنظرية التعلق/الارتباط في علم النفس باعتبارها حجر الزاوية للتنمية. تقترح تلك الدراسات أن عددًا من أنماط الارتباط المختلفة قد تدفع سلوكنا للتعلق بأشخاص اخرين بناءً على تكوين نموذج العمل الداخلي لدينا. فمشاعرنا تتجه نحو الإيجابية أو السلبية تجاه أنفسنا والآخرين ونميل للتعلق بأشياء أو أشخاص بناء على تلك المشاعر.
هناك ثلاثة أنماط ارتباط/تعلق رئيسية:
الأشخاص الذين لديهم أسلوب التعلق أو الارتباط #الآمن هم أشخاص لديهم ثقة بالنفس عالية. إنهم يشكلون روابط مع الآخرين التي تعود بالفائدة على كلا الطرفين. العلاقات أو الروابط مع الأشخاص لا تعني الحاجة الدائمة إلى التواجد حولهم، لأنهم على معرفة تامة بأن هؤلاء الأشخاص موجودين عندما يحتاجون اليهم.
يميل الأشخاص الذين لديهم أسلوب التعلق القلق وغير الآمن إلى التشبث بتلك العلاقات او الارتباطات. فهم سريعون في تكوين تلك العلاقات وهم حساسون تجاه النقد. سلوكيات العلاقات للأشخاص الذين يعانون من القلق المجتمعي والنفسي يشعرون بأنهم يحتاجون الى شريك ثابت متواجد دوما في حياتهم. الغيرة السمة الرئيسية في علاقتهم.
يميل الأشخاص الانطوائيين إلى النفور من تكوين روابط حميمة مع الآخرين. إنهم مستقلون وغالبًا ما يتصرفون بطريقة توحي بطبيعة غير واثقة. الاكتفاء الذاتي هو الشيء الذي يميز علاقاتهم مما يؤدي غالبًا إلى إبعاد الشركاء المقربين.
كيفية استجابة الفرد عندما تنتهي علاقة ما في حياته يعتمد على أنماط الارتباط في الأعلى! عندما تنتهي العلاقات الرومانسية فإنها غالبا ما تثير مجموعة من المشاعر معظمها سلبي يتراوح بين الانزعاج العاطفي المعتدل الى الشعور بالضيق. تعتبر الرغبة في العودة الى تلك العلاقة هي احدى السبل التي يمكن أن يفكر فيها الفرد للتخفيف من مشاعر الضيق المرتبطة بالانفصال.
على الرغم من أننا قد لا نريدهم أن يفعلوا ذلك ، فإن العلاقات الرومانسية غالبًا ما تنتهي ، مما يثير مجموعة من المشاعر. عادةً ما تكون هذه المشاعر سلبية وتتراوح من الانزعاج العاطفي المعتدل إلى الضيق الشديد ... اعتبرت دراستنا إحياء العلاقة - الرغبة في العودة معًا - كأحد السبل التي قد يفكر فيها الناس للتخفيف من الضيق المرتبط بالانفصال.
لكن الدراسات أكدت ان النمط الثاني - نمط الارتباط القلق وعدم الشعور بالأمان - هو الأكثر رغبة في احياء تلك العلاقة السابقة مباشرة بعد الانفصال. حيث أن الانفصال يثير زوبعة من مشاعر الشك في قيمة الذات مما يحفز هؤلاء على محاولة إعادة إحياء العلاقة واستئنافها. العودة الى تلك العلاقات وخاصة اذا كانت تلك العلاقة سامة ليس الحل، على الرغم من أنها تمكن الفرد من استعادة هويته الذاتية إلا أنه قد تكون هناك عواقب وخيمة طويلة الأجل تجعلهم أكثر عرضة لاضطرابات مفهوم الذات في المستقبل. هذا لأنه، على المدى الطويل، يبدو أن العلاقات السابقة المتجددة أقل جودة ومن المرجح أن تنتهي بانفصال سيء يترك خلفه الكثير من المشاعر السلبية. مع وضع ذلك في الاعتبار، فإن أولئك الذين يعيدون إحياء العلاقات السابقة لحل المشكلات المتعلقة بإحساسهم بالذات والثقة بالنفس قد يهيئون أنفسهم في نهاية المطاف لنهاية من الممكن أن تسحق قلبهم وتشككهم في قيمتهم في المستقبل القريب.